العنف الرقمي والقانون التونسي

 العنف الرقمي: أشكاله، آثاره، وطرق الوقاية في القانون التونسي 


مدونة القانونجي
القانون التونسي والجرائم الألكترونية 

مع التطور التكنولوجي الهائل وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، برزت ظاهرة خطيرة تُهدد الأفراد والمجتمعات، وهي "العنف الرقمي". يُعرف العنف الرقمي بأنه أي شكل من أشكال الإساءة أو التهديد أو التحرش عبر الإنترنت، والذي قد يترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على الضحايا. في هذا المقال، سنستعرض أشكال العنف الرقمي، آثاره السلبية، وطرق الوقاية منه.  


أشكال العنف الرقمي

يتخذ العنف الرقمي عدة أشكال، منها:  


1. التحرش الإلكتروني : إرسال رسائل غير لائقة أو مهينة بشكل متكرر عبر وسائل التواصل أو البريد الإلكتروني.  

2. التنمر عبر الإنترنت : نشر تعليقات أو صور مهينة بهدف الإذلال، خاصة بين المراهقين.  

3. الاختراق وسرقة الهوية : الوصول غير المشروع إلى الحسابات الشخصية ونشر معلومات خاصة.  

4. الابتزاز الإلكتروني : تهديد الضحية بنشر صور أو معلومات حساسة مقابل المال أو خدمات أخرى.  

5. المضايقة عبر الألعاب الإلكترونية : استخدام الألعاب كوسيلة للإهانة أو التهديد.  


آثار العنف الرقمي

للعنف الرقمي عواقب وخيمة، منها:  

- الآثار النفسية : القلق، الاكتئاب، وحتى الأفكار الانتحارية لدى الضحايا.  

- التأثير الاجتماعي : العزلة وفقدان الثقة في الآخرين.  

- الأضرار المادية : في حالات الابتزاز أو الاحتيال المالي.  

- تدمير السمعة : إذ يمكن أن تؤدي المنشورات المسيئة إلى تشويه صورة الضحية بشكل دائم.


القانون التونسي والعنف الرقمي 

أدركت تونس خطورة الجرائم الإلكترونية، وسنت قوانين لمكافحتها، أبرزها:  


1. قانون الجرائم الإلكترونية (قانون 2019-47)

- يجرم الاختراق غير القانوني (الفصل 24).  

- يعاقب على  انتحال الشخصية (الفصل 86 مكرر من المجلة الجزائية).  

- يُجرم نشر المحتوى المسيء أو المضل (الفصل 24).  

2. قانون حماية المعطيات الشخصية (قانون 2004-63)  

- يحمي خصوصية الأفراد ويمنع استخدام بياناتهم دون موافقتهم.  

3. تجريم الابتزاز الإلكتروني (الفصل 218 من المجلة الجزائية)  

- يعاقب بالسجن من سنتين إلى 5 سنوات وغرامة مالية.  

4. التحرش الإلكتروني (الفصل 226 مكرر)  

- يعاقب بالسجن حتى عامين وغرامة تصل إلى 5000 دينار. 


كيف نحمي أنفسنا من العنف الرقمي؟

للحد من مخاطر العنف الرقمي، يمكن اتباع الإجراءات التالية:  

1. تعزيز الخصوصية : استخدام كلمات مرور قوية وتفعيل التحقق بخطوتين.  

2. عدم مشاركة المعلومات الحساسة : مثل الصور أو البيانات المالية مع أشخاص غير موثوقين.  

3. الإبلاغ عن الحسابات المسيئة : معظم المنصات توفر خيارات للإبلاغ عن التحرش أو التنمر.  

4. التوعية المستمرة : تثقيف الأطفال والمراهقين حول مخاطر الإنترنت وكيفية التعامل معها.  

5. اللجوء للقانون : في حالات الابتزاز أو التهديد الخطير، يجب التواصل مع الجهات الأمنية المختصة.  


العنف الرقمي ظاهرة خطيرة تتطلب وعيًا جماعيًا للتصدي لها. من خلال اتباع إجراءات الوقاية والتوعية، يمكننا جعل الفضاء الرقمي أكثر أمانًا للجميع. يجب على الأفراد والمؤسسات العمل معًا لمواجهة هذه الظاهرة وحماية المستخدمين من أضرارها.


قانون الجرائم الإلكترونية في تونس pdf


معلومات قانونية دقيقة حول موقف القانون التونسي من العنف الرقمي

تعليقات